كتب خلف الدواي: نشطت بالامس تصريحات نواب حول مستشفى الجهراء منها ما وصفه بانه اصبح موبوءا بمرض انفلونزا الخنازير.. فماهي حكاية مستشفى الجهراء وهل اصبح بالفعل موبوءا حتى ان الاهالي صاروا يعزفون عن زيارة اقربائهم واصدقائهم المنومين فيه؟!. بل ويعزفون عن مراجعته؟.
«الوطن» تقصت حقيقة الامر من خلال عاملين في المستشفى وآخرين مرافقين لمرضى فيه فكان الواقع المرعب الذي يوقف المستشفى الاوحد في محافظة الجهراء بسكانها الذين يناهز عددهم النصف مليون على فوهة «انف خنزير» ان صح التشبيه.
ومما توصلت له «الوطن» من خلال عاملين ومراجعين فان المستشفى يضم في اجنحة مختلفة فيه عدداً من حالات الإصابة بانفلونزا الخنازير احدها لطفلة في غرفة العناية المركزة توصف حالتها بانها خطيرة ويصعب نقلها الى مستشفى الامراض السارية كما جاء في تصريح منشور امس لمدير المستشفى الدكتور عادل العبدالغني والذي اوضح في ذات الوقت ان مريضا اخر غادر الجناح رقم 22 بعد تماثله للشفاء.
ولكن ما ابلغت به مصادر «الوطن» ان حالات المصابين بانفلونزا الخنازير في المستشفى تتراوح مابين 7 الى 9 حالات منها حالتين لام ادخلت الى المستشفى وهي مصابة بفيرس(H1N1) المسبب لانفلونزا الخنازير وحدث ان ولدت الام في جناح الولادة وجاءت بوليد مصاب هو الاخر نقل الى العناية الفائقة.
الغرفة (?)
ومن يزر الجناح 22 في مستشفى الجهراء ان كان جريئا للقيام بهكذا زيارة سوف يسمع من المرضى في الجناح ومرافقيهم مخاوف يبدونها من الغرفة رقم (?) وهي غرفة خاصة في هذا الجناح الذي يضم مرضى قلب ومرضى كلى هم من اكثر الناس خطورة على حياتهم تعرضهم للاصابة بانفلونزا الخنازير حسب التقارير المختصة العالمية.
فالغرفة (?) كان قد اودع فيها مواطن مصاب بانفلونزا الخنازير هو بالمناسبة قريب احد الاطباء العاملين في المستشفى ويروي احد القريبين من الحدث ان الطبيب قريب المريض اثر على نفسه وعلى ان يتسبب بنقل العدوى للمرضى الاخرين في الجناح بما هم عليه من حالات مرضية خطيرة فنقل قريبه.. ولكن الى اين؟؟ لقد نقله وفقا للمصادر ليعزله في مكان خاص بالعائلة بعيدا عن افرادها ريثما يتم علاجه من المرض.. المكان هو جاخور يضم قسما خاصا بالعائلة تستخدمه كمتنزه لها.
وما ان غادر المواطن الغرفة رقم (?) في الجناح رقم 22 حتى حل محله مصاب اخر بنغلاديشي الجنسية اصبح وجوده مصدر رعب للمرضى في الجناح وذويهم من مرافقيهم الذين بدأوا يشككون في سلامة الاجراءات المتخذة في المستشفى والذي اصيب فيه بالمناسبة طبيب وممرضون بهذا المرض فيها تدور احاديث عن لجوء احد الاطباء الى اجازة مرضية هربا من مصير لا يريده لنفسه.
وفيما لا يزال المصاب البنغلاديشي بمرض انفلونزا الخنازير يقبع في تلك الغرفة يروي مراجعون للجناح كيف ان حتى الهيئة التمريضية تبدي مخاوف من التعامل معه.
إجراءات
اما عن الاجراءات التي تتخذ في المستشفى للحد من انتشار المرض فيه فلا يثق فيها العاملون في المستشفى نفسه ومراجعون بهذا التوزيع لمصابين بمرض وبائي كانفلونزا الخنازير بين عدة اجنحة بدلا من عزلهم في جناح اصبح ايجاده ضرورة في ظل هذه الظروف على ان يعزل تماما ولا يكون بينه وبين سائر الاجنحة اي فرصة لنقل الهواء بما في ذلك التكييف المركزي الذي يكون على رأس أسباب نقل الاجواء بين مختلف الاجنحة مشيرا في هذا الصدد احد العاملين في المستشفى الى رصد قيام مستشفيات في الهند بعزل اجنحة فيها تماما بما فيها التكييف الذي يقف على راس اسباب توحيد الاجواء وهو مايدعو عالميا الى وجود مستشفيات متخصصة بالامراض السارية وليست اجنحة في مستشفيات.
والى ذلك يتحدث مختصون يعملون في المستشفى عن ممارسات يومية من شأنها التسريع في نقل الفيروس من غرفة المصاب الى غرف اخرى ما يهدد بنشر الوباء في المستشفى ومن ابرزها طريقة تنظيف الغرف حيث يعتمد كل جناح على عامل تنظيف واحد يستخدم نفس الممسحة والفرشاة لتنظيف جميع غرف الجناح متنقلا من واحدة الى الاخرى الامر الذي يهدد حياة العامل نفسه واحتمال ان يكون ناقلاً للمرض بالاحتكاك باجواء غرفة المصاب والانتقال الى غرف اخرى او عن طريق ادوات التنظيف ان لم تتضمن ادوات التنظيف مواد معقمة.
ويسجل من تحدثوا الى «الوطن» من داخل المستشفى من الملاحظات ايضا استخدام الاطباء والهيئة التمريضية لنفس ادوات الفحص اليومية ومن ابرزها اداة قياس الضغط بما يجعلها عرضة لان تكون ناقلا للمرض وهو امر بالطبع يمكن تلافيه بمزيد من التعقيم قبل وبعد فحص مرضى انفلونزا الخنازير الا ان المزيد من الاحتياطات يستوجب حسب ما يرون مزيداً من هذه الادوات لتخصيص عدد منها للمصابين بهذا المرض مع الحرص على تعقيمها باستمرار.
اما الكمامات التي لجأ اليها بعض الاهالي فيتحدث عاملون في المستشفى عن عدم وجود نوع معين منها هو الاكثر ضمانا في العزل مشيرين الى توقف تزويد المستشفى به منذ اكثر من شهر في وقت يلفت المتحدثون الى عدم وجود تاكيد على الاهالي بضرورة استخدام الكمامات التي يرى البعض ان على المستشفى توفيرها لمن لا يملكها او يحضر الى المستشفى بدونها بحيث توزع عند ابواب المستشفى على المراجعين لتوفير حد ادنى من الحماية حتى وان لم يثبت ان المستشفى موبوء كما وصفه بعض النواب وذلك من باب قنطار وقاية خير من درهم علاج.
موضوع: مستشفى الجهراء.. على خشم خنزير 
السبت أغسطس 29, 2009 5:43 am
