: ما أعلنه وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د.محمد العفاسي مساء أمس الأول عقب عودته من لوزان إثر لقائه رئيس ومسؤولين في اللجنة الأولمبية الدولية تأكيد جديد على ما ذهبت اليه الوطن طوال فصول الأزمة الرياضية بأن أصل الأزمة هو في تعارض القوانين المحلية مع الميثاق الأولمبي ونظم ولوائح الاتحادات الدولية وليس في ادعاءات الاستقواء بالخارج.
ولذلك كنا في الوطن حريصين على مطالبة الوزير عشية اجتماعه بالوفد وغداته ان يعلن هو شخصياً ما دار في ذلك الاجتماع حتى ينقل للشارع الرياضي المغبون الحقيقة التي توارت على مر الأيام بفعل التصريحات غير الدقيقة والمغلوطة التي تناوب عليها عدد من المنافحين دفاعاً عن قوانين الإصلاح الرياضي المزعوم.
ولذلك تحول المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير مساء أمس الأول في مطار الكويت ونقلت «الوطن» بعضاً منه على صدر صفحتها الأولى أمس الى جلسة إعلان الحقيقة للإعلام ونقل الصورة كما ينبغي دون زيادة أو نقصان أو لف أو دوران او تدليس ومحاباة. وتجلت مرة احرى شجاعة الوزير العفاسي وهو يعلن ان التعارض بين القوانين المحلية واللوائح والمواثيق الأولمبية تعارض قائم لتنكشف الحقيقة كما ينبغي لها وتعود الكرة في ملعب من انكر الحقيقة وجافاها عمداً.
جدية واضحة
ولعل ما يحسب للوزير العفاسي الجدية التي أظهرها في تصريحاته وهي جدية طالما تناءت عن مسؤولين سابقين إما لمخاوف او لضغوط سياسية.. الجدية في تأكيد أهمية تعديل القوانين حرصاً على مصلحة ابنائه الرياضيين متلازمة مع عدم الخوف من الصوت العالي الذي ربما ينعق به المناهضون لحركة التعديل المطلوبة تجسدت في اعلان الوزير ان مجلس الوزراء سيناقش في جلسته المقبلة إرسال تعهد للأولمبية الدولية بإجراء التعديلات على القوانين «وذلك يصب في مصلحة الرياضة الكويتية التي نرفض أن يزايد عليها أي من كان» هكذا قال الوزير بلا تردد تاركاً لمن يهوى التأويل على غرار «لا تقربوا الصلاة» يبحر في تأويله لأن ما سمعه الوزير في لوزان أصدق بكثير مما حاول إثارته العديدون وزرعه في رأس الوزير ان المشكلة تكمن في عدم تعاون الأندية وببعض مواد اللائحة.
تأكيد إرادة المنظمة الدولية
كما أن الوزير اكد ما ذهبنا اليه مراراً بأن المنظمة الدولية جادة وإرادتها ليست كذبة في مسألة التمسك بثوابتها وان المماطلة التي أصرت عليها بعض الاطراف قادتنا الى لحظة المواجهة مع غضب المنظمة الدولية ولذلك كان كلام الوزير العفاسي واضحاً لا لبس فيه «لقد كان جاك روغ رئيس الأولمبية الدولية متشدداً حيث قال: إن المسؤولين في الكويت تأخروا كثيراً وإن الأولمبية الدولية منحت الكويت العديد من الفرص دون ان يتم استثمارها».
فحتى عندما لان روغ أمام تبرير الوفد الكويتي لأسباب تأخير التعديلات ووافق على منح مهلة جديدة تمتد حتى 31 ديسمبر فإنه أصر على أن يضع خارطة طريق واضحة المعالم أساسها التعديل وآلياتها قرار حكومي قبل 31 يوليو بإجراء التعديلات على القوانين المحلية. هذا ما أكده العفاسي وهو يسهب في الإعراب عن سعادته البالغة في نجاح الوفد في إقناع روغ بالتمديد تحقيقاً لرغبة سمو أمير البلاد «الذي عملنا وقف أو امره مع سمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء» على حد قول الوزير.
إلا أن العفاسي كان متشدداً في ضرورة الالتزام بما تم تحقيقه واتفق عليه في لوزان فهو قال: «إننا قطعنا مسافة طويلة من أجل إبعاد شبح الايقاف وضمان مشاركة شبابنا في المحافل الدولية والمهلة التي حصلنا عليها كافية لتعديل القوانين المتعارضة مع الميثاق الأولمبي ولوائح الاتحادات الدولية».
واضاف: ان الوفد الكويتي وافق على طلبات الأولمبية الدولية وسيقوم مجلس الوزراء قبل 31 من يوليو الجاري في ارسال كتاب الالتزام الى اللجنة الأولمبية وتشكيل لجنة الاسبوع المقبل من جانبنا لتقوم بتعديل القوانين المطلوبة قبل الالتقاء مع اللجنة المشتركة المتفق عليها مع الاولمبية الدولية قبل عرضها على مجلس الامة في بداية دور الانعقاد المقبل للتعديل على تلك القوانين وان اللجنة المشتركة ستحدد ما هو مطلوب تعديله.
مخاطبة العقول
ولعل ما كان لافتاً أيضاً أن العفاسي تحدث بثقة عن جدية الحكومة في هذه القضية فهو أكد أن سمو الرئيس الشيخ ناصر المحمد هو من أوعز لنا لعقد اجتماع مع جاك روغ والتعرف منه على ما هو مطلوب لإنهاء هذه القضية التي اشغلت الشارع الكويتي على مدار الثلاث سنوات الماضية وهو ملتزم بهذه الاتفاقية لاسيما وان عدم التعديل سيجعل هذه المنظمة تنزل علينا عقوبات رادعة ابرزها الشطب من سجلاتها وتكون سابقة بحق الكويت التي عرفت باحترامها لمختلف المنظمات الدولية وليس بالشأن الرياضي فقط.
وخاطب العفاسي ضمنياً عقول وقلوب نواب الأمة وهو يستبعد ان يقوم مجلس الأمة برفض التعديلات التي ستقدمها الحكومة في دور الانعقاد المقبل «لأن ممثلي الشعب يشعرون بمدى المعاناة التي يعيشها الرياضيون في الوقت الحالي وعدم قدرتهم على العمل في هذا المناخ السيئ وان تعديل القوانين يعيد المياه الى مجاريها ويساعدهم على العمل لاستعادة عصر الانجازات التي غابت لفترة طويلة عن ابناء الكويت». متمنيا ان تتعاون جميع الاطراف لإنهاء هذه الأزمة والانتقال الى مرحلة الانجازات التي تعتبر هدف الحكومة في الفترة المقبلة لاستعادة المكانة المعروفة عن الكويت على جميع الأصعدة.
* موجز.. لمجلس الوزراء
أكد وزير الشؤون انه سيتقدم بايجاز إلى مجلس الوزراء خلال جلسة الغد عن نتائج الزيارة والطلب باصدار تعهد رسمي باسم الحكومة يؤكد التزامها بتعديل القوانين المطلوبة ومن ثم ارساله للجنة الاولمبية الدولية وتشكيل لجنة من خبراء رياضيين مهمتها الشروع بالتعديلات.
* التسويق.. ممنوع
لحظة وصول وزير الشؤون اتجه له رئيس اللجنة الانتقالية لادارة شؤون الاتحاد الشيخ احمد اليوسف واخبره ان الانتقالية ستقوم بتسويق الدوري الممتاز خلال الفترة المقبلة وهذا ما جعل احد المسؤولين في الهيئة تذكير اليوسف بأن ليس من حق الانتقالية تسويق الدوري وما شابه ذلك لان مسؤوليتها تسيير شؤون الاتحاد وهذا ما يمنع توقيع عقود سنوية؟
* الجزاف: ملتزمون بالتعهد
قال رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة فيصل الجزاف ان وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بذل جهدا كبيرا خلال الرحلة واستطاع ان يتوصل الى اتفاق مع اللجنة الاولمبية الدولية ينهي على اثره الأزمة التي تعاني منها الرياضة الكويتية خلال الفترة الماضية وان الوفد تعهد بتعديل القوانين المعارضة للميثاق الاولمبي ونحن ملتزمون بهذا التعهد كونه من يخرج الرياضة الكويتية من النفق المظلم.